علي مرسي
فى اوائل الثمانينيات كنت تلميذاً فى الابتدائيه في مدرسة العزيزية الابتدائيه..( محمد فريد الان ) كانت أسعد لحظاتى هى أيام الشتاء وأيام البرد وكانت ليالى الشتاء الطويله ليالى جميله،
ومازلت أتذكر عندما كانت امى رحمها الله تشعل لنا وابور الجاز حتى تدفىء لنا الحجره اثناء مذاكرتى على الطبليه.. فقد كانت الكهرباء كثيراً ما تنقطع بالساعات فى ليالى الشتاء فكان الظلام يسود القريه ولكن كانت القلوب يملائها النور،، كان الجيران وكاننا اقارب بل اسره واحده كانت التليفزيون قناتين فقط الاول والثانيه
ثم جاءت الثالثه اواخر الثمانينات وكان يوم الخميس هو اليوم المفتوح وعلى صوت الراديو كنا نستقبل اليوم فى الصباح نسمع برنامج تمارين الصباح وصوت ايناس منصور على إذاعة الشرق الاوسط عندما تقول ( غمض عنيك وامشي بخفه ودلع،، الدنيا هى الشابه وانت الجدع،تشوف رشاقة خطوك تعبدك، لكن انت لو بصيت لرجليك تقع…..)
. اما فى الليل كنت استمع لبرنامج (حواديت فكري اباظه وزياره لمكتبة فلان وتليفون اخر الليل، والغلط فين) وانا فى قمة السعاده . كنا فى طفولتنا نعتقد أن الارض يحملها طور بقرنين فوق قرنه
وكانت أجمل ليالينا عندما نتجول فى القرية ليلاً عند خسوف القمر ويحمل كلاً منا اطباق الالمونيوم واغطية الحلل فنتجول فى شوارع قريتى ونضرب أغطية الحلل بعضها ببعض لان القمر مخنوق .ونهتف (يابنات الحور الحور سيبوا القمر يدور يابنات الجنه الجنه سيبوا القمر يتهنا ).
لم ادري لماذا كان الخوف يعترى ملامح وقسمات وجوه الكبار وكنت اتساءل فى مخيلتى تُرى ما سر هذا الخوف وهل عندما يتقدم بنا العمر نرتكب كل هذه الأثام التى تجعلنا نخشى لهذه الدرجه خسوف القمر ويوم القيامه ف
قد كان الخوف يملأ قلوبهم لان الخسوف من علامات القيامه، ولكننا كاطفال كنا سعداء بالحريه والغناء واللعب، كنا فى طفولتنا لانشعر بالبرد مثل هذه الايام كنا نجرى فى الطين حفاةً تحت رخات المطر . واحيانا كنا نرتدى فى اقدامنا ما يسمى بالبوت البلاستك ،
خانة الأول تتزين.. “علامات فارقة” في انتخابات أميركا
كنت اعشق المذاكره ليلاً على الطبليه واللمبه ام جاز التى كانت تلقى بظلالها على الحائط فكنت استمتع برؤية الخيلات على الحائط وكانها رسومات سيرياليه او فيلم سينمائى ابيض واسود قديم..، كانت اكبر مشكلاتى كيف أضع كراسة الرسم الطويله فى شنطتى القماش التى كنت اضعها فى كتفى .الان اصبحت اكبر مشكلاتى ان اعود أضحك من قلبي .