كنت فى طفولتى فى اوائل الثمانينات فى قريتى العزيزيه قبل إزدحام المبانى اسعد كثيرا بالجلوس على سطح منزلنا لاستمتع بشمس الشتاء الدافئه أقرأ كتب انيس منصور واحمد رجب ومحمود السعدنى او صحيفة اخبار اليوم العددالاسبوعي،، وأرى عند الغروب أسراب الحمام عائده فوق منازل اصاحبها،،كنت احب الحمام لكنى اكره تربيته لان اهم شىء فى تربية الحمام هو ان تقص له ريشه او تقصص له جناحيه فلا يطير ويصبح كالمعوق حتى لا يعرف الطيران.. فكنت أشعر كانه انسان مبتور الزراعين فااتألم لاجله ، ومع مرور الايام عندما كان يكبر الحمام كنت استغرب ان الحمام كان يرفض الحريه !! واعتاد الوضع القائم فكلما طار يعود الى البرج كل مغرب مستسلما رافضا للحرية!! بمحض إرادته فيغلقون عليه بالقفل كل ليله !!.ظلت هذه الظاهره تشغل بالي،، وفى الصيف كنت اعشق التجول والمشى بين الحقول والزراعات وسط الهواء المنعش والطبيعه الخلابه وكنت اذاكر فى ظل شجره ضخمه على الترعه عند اطراف القريه فى هدوء وذات يوم شاهدت حمار جارنا الذى يضربه كل يوم بعنف شاهدت الحمار يعود منفرداً وحده الى المنزل دون ان يكون معه صاحبه لمسافة ٣ كيلو من الحقل على فرع المياه قُرب المريوطيه بمفرده ، فكنت اتعجب واستغرب ان الحمار الذي يعيش بالعصا ويسير بالعصا ويتعرض للضرب كل يوم يعود بمفرده من الحقل الى الذريبه فى المنزل دون ان يحاول الهروب !! واستمرت تلك العاده يوميا يذهب الحمار مع صاحبه الذى يضربه كل يوم الى الحقل ثم يعود من الحقل وحده للذريبه فى المنزل فاتعجبت من أمره،،شغلتني تلك الظاهره ايضا فكرت!! فوجدت ان الحمار قد اعتاد على الطريق مثلما اعتاد الحمام على العوده ،، لم يهرب الحمار من المنزل او الحقل لانه اعتاد الامر واصبحت هى تلك حياته فالحمير ليس لديها عقل او طموح كي تحلم او تعرف معنى الحريه .
شخصية مشرفة في تعليم الجيزة
.. كتبت نجوى نصر الدين الاستاذ اشرف سلومة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة شخصية تستحق...