ياسر كمال
تابعت بعض المقاطع المصورة لداعية مشهور أسلم على يديه الآلاف من مختلف الجنسيات ، بارك الله فيه وفى عمله وجعل ذلك فى ميزان حسناته ، ولكن …..وقف أحد الحضور ليسأله :
لماذا أباح الإسلام التعدد للرجل ورفضه للمرأة ؟؟
فأجابه ( د ذاكر نايك ) : حتى نتجنب اختلاط الأنساب وأمورا أخري ……، فقاطعه الشاب : يمكن تحديد ذلك عن طريق تحليل DNA الطبي ؟؟ !!! فأفاض الدكتور في ذكر أصرار صحية ونفسية واجتماعية على المرأة لو عددت رجالا … إلخ . انتهى.
وإذا سمح لمثلى أن يعقب فإنني فى- الحقيقة – أرفض هذا المبدأ ، مبدأ إخضاع الأوامر الإلهية للمنفعة البشرية وموازين العقل القاصر ..
إن المغزى الأصيل والأساس من أي أمر إلهي أو نبوي هو طاعة العبد للمعبود ، طاعة المخلوق للخالق ، المصنوع للصانع لأنه الوحيد الذي يدرك أسرار صنعته .
هل يسأل المريض عن نوع العلاج الذي يكتبه الطبيب وفائدته ؟؟!!
هل يناقش الطبيب فى التركيبة الكيميائية لروشتة علاجه !!؟؟
السلام على الميت عند قبره السؤال : هل يشعر الميت بمَن يزوره ويسلم عليه؟ .. الإفتاء تجيب
وهكذا الطالب يأخذ العلم ثقة من أستاذه فلا يسأله عن مرجع كل معلومة ، وهكذا الموكل محاميا يثق فى المضمون القانوني لدفاعه دون أن يفهم أو يسأل عن نصوص المواد … إلخ ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى .
هل يحق لنا أن نتساءل عن فوائد العبادات والطاعات ؟؟!! وهل لنا أن نتساءل عن قصر صلاة الصبح حيث الحيوية والنشاط إلى ركعتين بينما تمد أربعا فى صلاة الظهر مع الخمول والكسل ؟؟!! وهل نتساءل عن حكمة الصوم حرا وبردا ؟؟ وحكمة الحج بكل ما فيه من شعائر وطقوس قد لا يستطيع العقل تبريرها ؟؟!
لم ينقل إلينا أن الصحابة رضوان الله عليهم ناقشوا النبي صلى الله عليه وسلم فى علة أمر إلهي أو نبوي واحد ؛ بل تحرم الخمر فتهرق فى شوارع المدينة دون أن ينبس أحدهم بكلمة اعتراض أو استفسار ، وتحول القبلة فيتحولون ، ويخلع النبي صلى الله عليه وسلم نعله أثناء الصلاة فيفعلون جميعا !!!
رحم الله الفاروق عمر رضي الله عنه ؛ فقد بدر منه شيء من عدم الفهم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فى صلح الحديبية فذهب إلى أبي بكر يتساءل مستفهما لا معترضا فما كان من الصديق إلا أن رده للصواب قائلا : إنه النبي فالزم غرزه .
ووعي الفاروق رضي الله عنه الدرس جيدا فلم يعد لمثلها وظل يذكرها فضيلة لأبي بكر عليه ، ثم إنه كان عندما يحج ويقبل الحجر الأسعد يقول : والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك .
الحكمة من التشريعات والأوامر الإلهية والنبوية هي خير الدنيا وخير الآخرة دون أن يكون لك الخيرة ( الاختيار ) بعد قضاء الله ورسوله وإلا كنت من المتنطعين السفهاء الذين قالوا ويقولون ( ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) .
أخيرا :
– ما الحكمة من تحريم لحم الخنزير ؟؟
– أضراره الصحية الكبيرة وأنه يأكل من القمامة وأنه ديوث وأن به عددا كبيرا من الديدان الضارة ……إلخ إلخ .
– هل علم الصحابة كل هذا حينما التزموا أمر الله عز وجل وصدعوا بما أمروا ؟؟!!!!
نحن نطيع الله سبحانه وتعالى لأنه أمر ونعبده كما ذكر فمن اقتنع بذلك فأهلا به ومرحبا ومن لم يقتنع فذلك شأنه وحسابه وحسابنا على الله .
والله الموفق والمستعان
ياسر كمال ،،،,،،،،،