ثقافة وأدب

الضمير القاتل قصة قصيرة.. بقلم الاديب الكبير علي مرسي

جاءني صديقي سعيد الذي يعمل مدرس ثاتوي في مدرسة…. الثانويه بالجيزه فوجئت به يريد ان يحكى لى شيء ما جاثم عى صدره او فوق اكتافه.،،ملامح وجهه الحزين المقتضب توحى انه ارتكب معصية او ذنب كبير قال لى: ياعلى هل ممكن ربنا يغفر لي !! قولت له ماذا فعلت؟ قال لى كنت ملاحظ فى احدى لجان الثانوية العامه بالعجوزه منذ عامين،، وكانت اللجنه بها طالبتين فقط في مادة الاحياء… احدى الطالبتين متفوقه جدا،.ملتزمه فى ملابسها. ومحجبه وتبدوا عليها علامات التفوق وبالفعل ابلغتى انها الاولى على مدرستها طوال عامين مضوا ، اما الطالبه الثانية فمتحرره فى ملابسها ترتدى تي شرت شفاف وبنطلون حينز وتضع مكياج خفيف وشعرها الناعم ينسال على كتفيها.. الطالبه المتفوقه انهت الاجابه وحلت جميع الاسئله قبل نصف الوقت وخرجت فى منتصف الوقت فى مادة لاحياء وسلمتنى ورقتها مليئه بالاجابه فى كل الصفحات وبخط رائع، والطالبه الاخرى ظلت فى اللجنه وبدت عليها ملامح الارتباك والتوتر والعصبيه ولم تكتب اى كلمة فى ورقة الاجابه ورقتها ناصعة البياض،، وكلما مرت الدقائق ازدادت توتر ، كنت اقف فى اللجنه وحدي بمفردي لنزول الملاحظ الاخر للحمام كثيرا.. طلبت منى ورقة زميلتها التى خرجت كى تغش منها سؤال واحد فقط او سؤالين كى تنجح.،، رفضت فى البدايه. لكنها لم تياس من المحاوله… طلبت منى بصوت رقيق منخفض؟! رفضت ولكن مع الحاحها ضعفت امام اغراءاتها ورضخت وسلمتها ورقة زميلتها وكاننى مخدر غائب عن الوعى فى اخر عش دقائق..باق من الزمن عشر دقائق… باقى من الزمن خمس دقائق.لم تنتهى من النقل والحل، جلست بالقرب منها على المقعد المواجه لها فى الصف المجاور لصفها… ولكننى كنت افكر فى شىء يدفعنى اليه الشيطان دفع ،..كانت جريئه تضع قدما على قدم وترتدى بنطلون جينز يرسم كل ملامح جسمها وجمالها وانوثتها الطاغيه.. كان نهدها يوشك ان يقفز من ال تى شيرت .. استعطفتنى.،نظرة لى نظرات وايماءات حركت مشاعرى.. مر الوقت سريعا وكانت المفاجأه. قامت الطالبه بكتابة اسمها على ورقة الطالبه المتفوقه ورقم جلوسها على ورقة الطالبه المتفوقه ثم اكملت الجريمه بكتابة اسم الطالبه المتفوقه اميره احمد على ورقتها ناصعة البياض…(لم يكن امامه فرصه ااتفكير).. ارتبك وشل تفكيره.. لم يستطيع ان يبلغ او يقول ماحدث للمراقب او رئيس اللجنه خاصه انه مدان… خرج من اللجنه.. قامت والدة الطالبه باستضافته بشقتهم بالعجوزه بعد ان حكت لها ابنتها عما فعله من جميل،، اعتادت اقدامه شقة والدتها حتى ظهرت نتيجة الثانوية العامه.. اتصل بهم وعرف انها نجحت بتفوق بمجموع يسمح لها بدخول كليات القمه مثل الطب والصيدله لانها كانت تعيد السنه على مادتين فقط… ذهب وبارك لهم،،ولكن ظل سؤال يراوه كل يوم ماهو مصير الطالبه المتفوقه…. سأل على نتيجتها فعرف انها نالت صفر فى الاحياء ورسبت. حاول ان يعرف تليفونها او اهلها ليواسيهم حتى يرتاح ضميره الذى ااخذ يضغط عليه… علم انها مرضت نفسيا واصيبت باكتئاب حاد وانتحرت… ظل شبحها يطارده.. وصورتها تقلق نومه.. حتى قرر ان يسلم نفسه للشرطه صباح امس… اتصلت به.. رن جرس الهاتف فلم يرد…. رن جرس الهاتف لم يرد. ردت زوجته على هاتفي وابلغتنى انه مات منذ عام.. وقالت لي ياااستاذ علي سعيد جوزي اصلا لم يذهب الى الملاحظه او يراقب في العجوزه.لانه مات منذ عام… عفوا.. فكرت لحظه فتذكرت انه كان مجرد حلم..

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي!!