هاله المغاورى
تخليدا لذكرى ضحايا الضربة الصاروخية الروسية في دنيبرو جنوبي أوكرانيا (رويترز) قام اشخاص بوضع زهور تحت تمثال الشاعرة ليسيا أوكراينكا حيث أصبح مكانا شهيرا لتدفق صامت ولكن عاطفي للمشاعر المناهضة للحرب الروسيه ضد أوكرانيا.
كما أوضحت فى مقال مشترك لمراسلة “نيويورك تايمز” فاليري هوبكينز والمصورة الوثائقية الألمانية الروسية نانا هايتمان التي تعيش حاليا في موسكو أنه منذ ضرب صاروخ روسي مبنى سكنيا في مدينة دنيبرو الأوكرانية قبل 10 أيام، مما أسفر عن مقتل 46 شخصا وإصابة 80 آخرين،
بتوافد بعض سكان موسكو لوضع الزهور وبعض الرموز وصور المبنى المدمر تحت تمثال ليسيا أوكراينكا، الشاعرة والكاتبة المسرحية الأوكرانية التي عاشت في العقود الأخيرة للإمبراطورية الروسية.
وعقب أكبر حصيلة قتلى في ضربة واحدة منذ بدء الحرب، تقول الكاتبتان، أصبح ذلك التصرف تعبيرا عن الحزن والشعور بالعار، والمعارضة للحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
وعلقت الكاتبتان بأن “صراع الزهور” هذا أصبح واحدا من أول الاحتجاجات العامة التي تجري على نطاق واسع منذ الأيام التي أعقبت إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر/أيلول الماضي، أنه سيتم استدعاء مئات الآلاف من الرجال للقتال. وأشارتا إلى العقوبات القاسية التي فرضتها روسيا على من ينتقد الحرب،
ولذلك يبدو بالنسبة للعديد من الروس أن وضع الزهور فرصة نادرة لإظهار المعارضة من دون التعرض للاعتقال.
وبالنسبة للروس المناهضين للحكومة ممن لا يزالون يعيشون داخل روسيا، فإن الزهور تذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم في معارضتهم للحرب، حتى مع تزايد الدعاية المؤيدة للحرب وانتشار رسوم الحرفين “زِد” (Z) و”في” (V)، اللذين أصبحا رمزين مؤيدين للحرب على المباني العامة.
وبالنسبة للروس الذين فروا بسبب ما وصفته الكاتبتان بـ”الاضطهاد أو التجنيد المحتمل أو رفض دفع الضرائب التي ستغذي آلة الحرب”، فإن وضع الزهور تحت النصب التذكاري علامة على أنه لا يزال هناك أناس في البلاد يتمتعون بالشجاعة الكافية للاحتجاج،
إنتاج خبز مصنوع من مسحوق الحشرات في النمسا
وحاولت الشرطة منع الناس من تصوير تمثال الشاعرة الأوكرانية، وطالبت آخرين بمسح الصور من هواتفهم، لكن الناس لا يزالون يتوافدون وإن فرادى حتى لا يبدو الأمر وكأنه تجمع عام غير قانوني، ويضعون زهورهم خلسة في ذلك المكان.
المصدر : نيويورك تايمز