الإصابة بالبواسير أمر مؤلم جداً؛ جسدياً، ونفسياً. وأيضاً قد يشعر العديد من المرضى بالإحراج من اللجوء الى الطبيب.

في هذه المقالة ستتعرف عزيزي القارئ عن أسباب البواسير، اعراض البواسير، وأهم أساليب العلاج المتبعة للشفاء من البواسير.

ماهي البواسير؟

البواسير هي الأوردة المتورمة، والمنتفخة في الجزء السفلي من فتحة الشرج والمستقيم. عندما تمتد جدران هذه الأوعية، فإنها تصبح متهيجة.

على الرغم من أن البواسير تعتبر مزعجة جداً، وغير مريحة؛ إلا أنه يتم علاجها بسهولة ويمكن الوقاية منها الى حدٍ كبير. كما أن البواسير عموماً تزداد سوءاً مع مرور الوقت؛ لهذا فإن الأطباء يؤكدوا على أنه ينبغي علاجها بمجرد ظهورها.

دعاء ليلة النصف من شعبان وما ورد فيه

أنواع البواسير

تقسم البواسير على حسب موقع وجودها الى: –

البواسير الداخلية

تكون البواسير الداخلية عميقة داخل المستقيم ولا يمكن رؤيتها من الخارج. لا تعتبر مؤلمة في كثير من الأحيان.

ومن أهم علامات وجودها حدوث النزيف من المستقيم.

وقد يؤدي الضغط والإجهاد الى دفع البواسير الداخلية من خلال فتحة الشرج؛ وتسمى بما يعرف بالباسور البارز أو المتدلي، وهنا تصبح أكثر ألماً.

البواسير الخارجية

البواسير الخارجية توجد تحت الجلد حول فتحة الشرج وبالتالي تكون مرئية بشكل أوضح. وهذه المنطقة غنية بالأعصاب؛ لهذا تكون مؤلمة جداً. ويسبب الضغط عند التغوط نزيفًا.

أسباب حدوث البواسير

يمكن أن تحدث البواسير للأسباب التالية: –

الحمل: تكون البواسير أكثر شيوعًا عند النساء الحوامل؛ لأنه مع تضخم الرحم، يضغط على الوريد في القولون، مما يؤدي إلى انتفاخه.

الشيخوخة: تعتبر البواسير أكثر شيوعًا بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا. هذا لا يعني استثناء الأطفال والشباب من الإصابة بها.

الإسهال: يمكن أن تحدث البواسير بعد حالات الإسهال المزمن.

الإمساك المزمن: يؤدي الإجهاد لتحريك البراز إلى زيادة الضغط على جدران الأوعية الدموية.

الجلوس لفترات طويلة: البقاء في وضعية الجلوس لفترات طويلة من الوقت يمكن أن يسبب البواسير، وخاصة في المرحاض.

رفع الأشياء الثقيلة: يمكن أن يؤدي رفع الأشياء الثقيلة بشكل متكرر إلى الإصابة بالبواسير.

السمنة: السمنة المرتبطة بخلل بالنظام الغذائي قد تسبب البواسير.

أعراض البواسير

• حدوث نزيف من فتحة الشرج غير مؤلم.
• حدوث حكة أو تهيج في منطقة الشرج.
• الشعور بعدم الراحة أو الألم في هذه المنطقة.
• تورم وانتفاخات في منطقة الشرج.
• حدوث تسرب في البراز.

ومن الجدير ذكره أن هذه الأعراض تشترك مع أمراض أخرى مثل سرطانات القولون، والمستقيم؛ لهذا يفضل استشارة الطبيب على الفور في حالة تزامن مع النزيف دوخة، وإغماء.

المضاعفات

في حالة إهمال العلاج، قد يترتب على هذا حدوث بعض المضاعفات التي قد تكون نادرة وتشمل: –

فقر الدم

نادرًا ما يتسبب فقدان الدم المزمن بسبب البواسير في الإصابة بفقر الدم؛ بسبب عدم وجود خلايا الدم الحمراء السليمة لنقل الأكسجين إلى باقي خلايا الجسم.

البواسير الخانقة

إذا تم قطع إمداد الدم إلى البواسير الداخلية، فقد يحدث ما يسمى باختناق البواسير، مما قد يسبب ألمًا شديدًا.

الجلطة الدموية

في بعض الأحيان، يمكن أن تتكون جلطة في البواسير (البواسير المخثرة). على الرغم من أنه ليس خطيرًا، إلا أنه قد يكون مؤلمًا للغاية ويؤدي في بعض الأحيان إلى تورم وحرارة في منطقة الشرج.

علاج البواسير

تخفف أعراض معظم الحالات من البواسير، باتباع الإجراءات البسيطة؛ بينما تتحسن البواسير عادة دون علاج. إلا في بعض الأحيان يكون هناك حاجة الى الجراحة.

العلاجات المنزلية

يمكن تخفيف الأعراض بالطرق التالية. ومع ذلك، فإنها قد لا تقضي على البواسير نهائياً:

1.الكريمات والمراهم الموضعية

وهي الكريمات أو التحاميل التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والتي تحتوي على الهيد روكورتيزون، ومادة الليدوكايين المخدرة.

2. التحاميل الشرجية

تحتوي التحاميل الشرجية على مخدر عادة، وتساعد في التخفيف من الالام البواسير الداخلية تحديداً.

3. كمادات الثلج

قد يساعد وضعها على المنطقة المصابة في علاج التورم.

4. حمام المقعدة باستخدام الماء الدافئ

يتم وضع حمام المقعدة فوق المرحاض؛ حيث يتوفر في بعض الصيدليات، وقد تخفف أعراض الحرق أو الحكة.

5. المناديل المبللة

يفضل استخدامها؛ لأنه قد يؤدي استخدام ورق التواليت الجاف إلى تفاقم المشكلة.

6. المسكنات

قد تخفف بعض المسكنات، مثل الأسبرين، والأيبوبروفين، والأسيتومينوفين من الألم وعدم الراحة.

خيارات العلاج غير الجراحية

• أكثر أنواع تقنيات إزالة البواسير غير الجراحية شيوعًا هو ربط الشريط المطاطي وهو إجراء للمرضى ذوي البواسير الداخلية؛ حيث يتم وضع شريط مطاطي على قاعدة البواسير لقطع إمداد الدم. مما يسبب تتقلص البواسير أو سقوطها.
• إجراء آخر هو الحرق باستخدام الأشعة تحت الحمراء، أو حقن مادة في موضع البواسير، فينتج عن هذا ندبة تقطع إمداد الدم إلى البواسير.

الخيارات الجراحية

قد تتضمن الجراحة الإزالة الكاملة للبواسير، والمعروفة باسم استئصال البواسير.

قد يشمل أيضًا التدبيس، حيث يتم إرجاع البواسير المتدلية إلى مكانها. ويتم إجراء هذه التقنيات تحت تأثير التخدير العام، ويمكن لمعظم الأشخاص العودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة.

الوقاية من البواسير

ولأن الوقاية خير من العلاج، ولتقليل من ​​خطر الإصابة بالبواسير بشكل كبير، يجب أن يكون البراز لينًا.

 يمكن المساعدة في ذلك بالطرق التالية:

• التغذية الجيدة: إن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات، وكذلك الحبوب الكاملة، وشرب الكثير من السوائل يساعد في الحفاظ على ليونة البراز. وتساعد مكملات الألياف المتاحة بدون وصفة طبية أيضًا على التخفيف من الإمساك.
• تجنب الإجهاد المفرط: عند استخدام المرحاض، حاول ألا تجهد، وتبقى لفترة طويلة. هذا يخلق ضغطًا في الأوردة في أسفل المستقيم.
• الذهاب إلى المرحاض بشكل دوري: يجب عدم تأخير التغوط. فكلما طال الانتظار، كلما كان البراز أكثر جفافاً.
• النشاط البدني: الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة يضغط على الأوردة. يساعد النشاط البدني أيضًا  على تحريك البراز عبر الأمعاء، لذلك تكون حركات الأمعاء أكثر انتظامًا.
• الحفاظ على وزن صحي للجسم: حيث؛ زيادة الوزن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالبواسير.