عاجلدنيا ودين

حكم صيام يوم النصف من شعبان فقط.. الإفتاء توضح

ينتظر الكثير من المسلمين صيام النصف من شعبان وإحياء ليلتها، وذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكرًا لله على استجابة دعوته وتحويل القبلة. فما هو حكم صيام يوم النصف من شعبان فقط؟

 

أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام النصف من شعبان جائز شرعًا في جميع أوقات العام، عدا الأيام المنهي عن صومها كالعيدين مثلًا،

موضحة أن صوم السائل تطوّعًا في شهري رجب وشعبان فقط دون قيامه بصوم التطوع قبلها جائزٌ شرعًا، والقول إنه يشترط أن يكون صام تطوعًا قبله غير صحيح.

 

صيام النصف من شعبان

يعتبر صيام النصف من شعبان من أفضل الأعمال في هذه الليلة المباركة، لقول الرسول الكريم في حديثه الشريف: (وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)،

وذلك لأن أعمال العباد ترفع في ليلة النصف من شعبان، كما يستحب للمسلم في ليلة النصف من شعبان، أن يكثر من الدعاء والأذكار والأعمال الصالحة.

 

ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟

أجابت دار الإفتاء عن سؤال “ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟”، وقالت: “ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة،

فالاهتمام بها وإحياؤها من الدين ولا شك فيه، وهذا بعد صرف النظر عما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة”.

 

كما أشارت إلى أنه من الأحاديث الواردة في فضلها، حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ قالت:فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: “يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟”

فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: “إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ ليلة النصف من شعبان إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ”رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”، رواه الطبراني.

 

 أفضل الدعاء في ليلة النصف من شعبان:

 

“اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَى فِى الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِى وَحِرْمَانِى وَطَرْدِى وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ”.

فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِى كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، “إِلهِى بِالتَّجَلِّى الْأَعْظَمِ فِى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِى يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِى الأُمِّى وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ”.

هل صيام النصف من شعبان سنة أم بدعة؟

كانت دار الإفتاء قد أجابت عن سؤال على موقعها حول صيام النصف من شعبان وقالت إن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة ذهبوا إلى استحباب إحياء – وليس صيام – ليلة النصف من شعبان؛ لحديث (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس) رواه الإمام أحمد والطبراني، ولكنه قال: (إلا لمشرك أو مشاحن).

يدلنا هذا الحديث دلالة واضحة أن ليلة النصف من شعبان لها فضل ورحمة ومغفرة، فمن تعرض لهذا الفضل بالصلاة والذكر والدعاء رُجي أن ينال من تلك النفحات المباركة، كما أن قيام الليل عبادة مستحبة في كل الليالي، ومنها هذه الليلة.

 

فضل ليلة النصف من شعبان

 

جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب “الأم” أنه قال: “أنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي [منها ليلة النصف من شعبان]”. أما ما حكاه فهو القيام والدعاء والذكر، وقال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “لهذه الليلة [يعني النصف من شعبان] فضل، يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة”

 

كما قال ابن نجيم من الحنفية: “ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث”، وقد جاء في كتب المالكية والحنابلة: “ترغيب في قيام تلك الليلة”، أي منتصف شعبان.

 

وقال ابن تيمية: “وأما ليلة النصف من شعبان فقد روي في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها.

الأحاديث الواردة عن فضل ليلة النصف من شعبان | الوفد

أدعية شفاء المريض من القرآن والسنة

حكم الصلاة وصيام ليلة النصف من شعبان

 

نبهت دار الإفتاء إلى حكمين مهمين نص عليهما العلماء: الأول: استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة فرادى، وليس جماعة، لا في المسجد ولا في غير المسجد، وإنما بالقيام الفردي بين العبد وربه. ولذلك نص الفقهاء على كراهة إحيائها جماعة، وجدنا ذلك لدى جميع السادة الفقهاء من المذاهب الأربعة”.

الثاني: لا يجوز تخصيص هيئة خاصة للصلاة ليلة النصف من شعبان، بما اشتهر عند بعض الناس باسم “الصلاة الألفية”، وهي مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص عشر مرات، فهذه الصلاة أيضا غير مشروعة، وأنكرها العلماء، ولا يجوز نسبتها إلى الدين، وإنما يصلي المسلم وحده ما تيسر له، ويحرص على كثرة الدعاء وسؤال الله الحاجات.

 

صلاة ليلة النصف من شعبان

كما قال الإمام النووي: “الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وصلاة ليلة نصف شعبان التي تكون مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان ومنكرتان قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما؛ فإنه غالط (أي أخطأ) في ذلك”.

 

هل يجوز صيام يوم النصف من شعبان فقط؟

لا يوجد أي دليل في السنة النبوية على صيام النصف من شعبان فقط، حيث يجوز صيام الأيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي. كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصوم شعبان كله تارة ويصوم أكثره تارة أخرى.

 

هل الصيام نصف شعبان يوم 14 ام 15؟

يقصد بنصف شعبان هنا هو يوم 15، وهو يوم تحويل القبلة، ويستحب صيام أيام 14 و15.

 

فضل ليلة النصف من شعبان .. لماذ سميت بعيد الملائكة

ما فضل صيام يوم 15 من شعبان؟

يكون لصيام النصف من شعبان فضل كبير، وذلك لما ورد عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا، ألا كذا..؟ حتى يطلع الفجر”. رواه ابن ماجه.

أخيرًا وليس آخر، فقد قال الدكتور علي جمعة إن “ليلة النصف من شعبان استجاب الله فيها لدعاء النبي بعد 18 شهرًا من قدومه إلى المدينة ومن تعلق قلبه بالكعبة المشرفة، والله تعالى يطلع على المؤمنين في ليلة النصف من شعبان ليغفر للجميع، إلا المشرك والمنافق، وهناك روايات أخرى بالنسبة لقطع الأرحام، ولهذا يجب رد المظالم في ليلة النصف من شعبان”.

 

حول أفضل الأعمال في ليلة النصف من شعبان، قال علي جمعة: “يجب علينا أن ندعو الله كثيرًا، لأن الله ينزل في ثلث الليل الأخير، ويقول هل من مستغفر لأغفر له، وهل من سائل فأعطيه، وهذه الليلة فرصة لمن عنده حاجة ينادي بها ربه، لا سيما إن كان ذنبًا، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنه هذا وهي فرصة كبيرة لاستجابة الدعاء وحل المشكلات وزيادة الطاعة والخروج من المعصية”.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي!!