عاجلدنيا ودين

الائمة الاربعة بالترتيب

الائمة الاربعة بالترتيب
الائمة الاربعة بالترتيب

 

الائمة الاربعة بالترتيب هم أبو حنيفة النعمان وقد كان من التابعين، الإمام مالك ثاني الائمة الاربعة، ومن بعده الإمام الشافعي كان تلميذًا للإمام مالك، وشيخًا للإمام أحمد بن حنبل آخر الأئمة الأربعة الذي أتى من بعده.

وقد شهدت الأمة الإسلامية للأئمة الأربعة بالعدالة والرسوخ في العلم، وكلهم من أهل السنة والجماعة، وقد اتفقوا جميعهم على أصول الدين بما يوافق السلف الصالح، ولكن لم يختلفوا إلا في فروع الدين التي لم يأتِ بها نصوص قاطعة للشك على خلاف بعض المشككين، فاجتهد كل منهم بالاستناد لنص من النصوص الواردة مريدين الحق، ولا يهمهم الانتصار لأنفسهم.

 

 

تحرى الأئمة الحق ولم يتعمد أحدًا منهم مخالفة النص الصريح بعد ثبوته، بذلك للعامي الأخذ عن من اطمئن قلبه لفتواه منهم، ولا حرج عليه.

 

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان طريقة أهل السنة ومنهجهم : (وطريقتهم هي دين الإسلام، الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، لكن لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة).

حفظ الله دينه بتوفيقه لهؤلاء الأئمة العدول لحفظ الدين، وتيسيره، والاجتهاد في تفصيل أحكامه للعامة، حتى يعمل بأحكامهم المستمدة من القرآن والسنة النبوية المطهرة حتى اليوم بعد مرور مئات السنين.

من هو أول الائمة الاربعة

النعمان بن ثابت
النعمان بن ثابت

كان أول الأئمة الأربعة هو النعمان بن ثابت بن المرزبان، وكنيته كما عرفناه جميعًا : (أبو حنيفة النعمان)، وُلد بالكوفة 80 هـ، 699 م، ونشأ بها، وقد كان من أسرة مسلمة ثرية، فقد كان أبوه تاجرًا له دكان لبيع الثياب بالكوفة.

 

حفظ النعمان القرآن الكريم في صغره، وبعد ذلك خرج مع أبيه إلى الحج عند تمامه السادسة عشر من عمره، وقد كانت أول دراسته في علم (أصول الدين)، واهتم بمناقشة الملحدين، فقد دخل البصرة وهو ابن سبعًا وعشرين عامًا يناقش ويجادل، ويرد الشبهات عن الشريعة الإسلامية، حتى أنه حمل الملاحدة والمعتزلة والخوارج وغلاة الشيعة على إقرار الرأي الصائب والرجوع إلى الحق.

اهتم الإمام بعلم الكلام وأصول الدين، وأصبح له حلقة في مسجد الكوفة ليدرِّس الطلاب وهو مازال في العقد الثالث من عمره، ثم اتجه لدراسة علم الفقه فكان مقربًا لحمَّاد بن أبي سليمان.

 

 

عُرف عن أبي حنيفة الزهد والورع حيث أنه رفض تولي القضاء عندما عرضه عليه المنصور العباسي، وحبسه لرفضه، كما أنه كان ملمًا بالعلوم الإسلامية، حتى أنه فرَّع فروعًا في الفقه، وفرض المسائل وأشار إلى أحكامها بالقياس، وعلى صعيدٍ شخصي كان يختم القرآن كل يوم، وحج خمسًا وخمسين مرة.

بلغ عدد شيوخه حوالي 4000 شيخ، سبعة من الصحابة، و93 من التابعين، وباقي شيوخه من أتباع التابعين، فهو الإمام الوحيد من الأئمة الأربع الذي عاصر الصحابة، وله العديد من التلاميذ، وتميَّز منهجه في البحث بالشورى، فكان يعرض المسائل على تلاميذه ويدرسها جيدًا قبر أن يقرر.

 

 

تكلم عنه الإمام الشافعي رحمه الله فقال : (ما طلب أحد الفقه لا كان عيالًا على أبي حنيفة، وما قامت النساء على رجل أعقل من أبي حنيفة)، وقال عنه الإمام سفيان الثوري : (ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفة).

عاش عمرًا في خدمة دين الله حتى توفي الإمام العالم رحمه الله سنة 150 هـ، 767 م ، وصليت عليه صلاة الجنازة في بغداد ست مرات ودُفن فيها.[3]

اكرام الضيف هل هو واجب

مالك ثاني الائمة الاربعة

يأتي الإمام مالك في المرتبة الثانية بعد الإمام أبي حنيفة من حيث الترتيب الزمني لمجئيهم إلى عالمنا، هو الإمام أبو عبد الله بن مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن ختيل، بن عمرو بن الحارث، وُلد عام 93 هـ، أي بعد وفاة الإمام أبي حنيفة بثلاث عشرة سنة.

جده كان من كبار التابعين، وجاء أبيه من اليمن متظلمًا من ولاتها واستقر بالمدينة، فنشأ مالك في بيتٍ طريقه العلم ورواية الحديث، نتيجة لذلك سلك نفس الطريق، في البداية كان يتبع أخيه في علم رواية الحديث، حتى صار أشهر من أخيه النضر بن أنس، وشجعه على الاستمرار في طريق النور حياته في المدينة معقل الإسلام.

أضافت أمه بالغ الأثر في حياته حيث صرفته عن الغناء، وأرسلته ليستقي العلم، يقول مالك : (ألبستني ثيابًا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي يعني القلنسوة الطويلة وعمَّمتني فوقها، ثم قالت : اذهب فاكتب الآن)، وأرسلته إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وقالت له تعلم من أدبه قبل علمه، وساندته وردعته عن عن طريقٍ ليس منه فائدة، ودفعته دفعًا نحو العلم.

 

 

اجتهد مالك حتى صار المعلم والإمام الذي نعرفه اليوم، ولم يجلس للفتوى ويخرج للإرشاد حتى استشار أهل الصلاح والفضل، يقول مالك : (ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاور أهل الصلاح والفضل، فإن رأوه لذلك أهلاً جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخًا من أهل العلم أني موضع لذلك)، وقد كان له العديد من التلاميذ.

نهج منهجًا في الاستباط الفقهي يقوم على عدة أصول كما ذكر القرافي في كتابه (شرح تنقيح الفصول، هي :

  • القرآن.
  • السنة.
  • إجماع الصحابة.
  • إجماع أهل المدينة.
  • القياس.
  • المصلحة المرسلة.
  • العرف.
  • العادات.
  • سد الذرائع.
  • الاستصحاب.
  • الاستحسان.

بعد أن عاش عليلًا جزءًا كبيرًا من حياته، ألزمه بيته في نهاية عمره، ولذلك ظن الناس به الظنون، ولم يصرِّح بمرضه إلا ساعة وفاته، فقال : (لولا أني في آخر يوم من أيام حياتي ما أخبرتكم. مرضي سلس البول، كرهت أن آتي مسجد رسول الله بغير وضوء كامل، وكرهت أن أذكر علتي فأشكو ربي)، توفي الإمام مالك عن عمر 85 سنة (179هـ، 795م) في المدينة.[4]

الشافعي ثالث الأئمة الأربعة

الشافعي ثالث الأئمة الأربعة
الشافعي ثالث الأئمة الأربعة

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، وُلد عام 150 هـ، 767 م، في غزة بفلسطين، ثم نشأ في مكة التي هاجر إليها مع أمه بعد موت أبيه وهو ابن سنتين، تعلم الأدب والشعر، والرماية، ثم تعلم الفقه والحديث ما أن تم العاشرة من عمره على يد الإمام مالك وسفيان بن عيينة، وبعض العلماء.

 

ظهر ذكاءه منذ نعومة أظافره، حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا في عمر السابعة، علاوة على ذلك حفظ موطأ ابن مالك في العاشرة، وأصبح مفتيًا وهو في العشرين من عمره، وهو أول من ألَّف في علم أصول الدين، ومن أشهر مصنفاته :

  • كتاب الأم في الفقه.
  • المسند في الحديث.
  • أحكام القرآن.
  • كتاب السنن.
  • الرسالة في أصول الفقه.
  • المواريث.
  • الرسالة.
  • مختصر المزني.
  • مختصر البويطي.

تلقى العلم على يد شيوخ عظام على رأسهم الإمام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الأنصاري، ومطرف بن مازن، ووكيع بن الجراح، وغيرهم، وكان له العديد من التلاميذ على سبيل المثال : الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، الحسين الكرابيسي، وغيرهم الكثير.

توفاه الله في مصر سنة 204 هـ، 820 م، بعدما أقام بها 5 سنوات وكان قد أتعبه المرض، ودُفن بالقاهرة، قبل موته دخل عليه تلميذه المزني فسأله : كيف أصبحت؟ فقال له : (أصبحتُ من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنيَّة شاربًا، وعلى الله جلَّ ذكره واردًا، ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنِّئها، أو إلى النار فأعزِّيها)، ثم بكى.[5]

أحمد بن حنبل آخر الأئمة الأربعة

اسمه أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وُلد في بغداد عام 164 هـ، 780 م، ونشأ بها يتيمًا، وتعلم القرآن والتلاوة وعندما تم الخامسة عشر من عمره بدأ يطلب العلم، وأول ما طلبه كان على يد الإمام أبو يوسف القاضي، وقد سافر لطلب العلم للكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن والشام، والجزيرة.

 

أُعجب بدراسة الحديث وبرع فيه، واجتهد حتى أصبح إمام المحدثين في ذلك العصر، وقد كان إمامًا في الحديث والفقه، وقد كان صبورًا ولا يخاف في الله لومة لائم، وهو ما أوقعه في محنته الشهيرة حيث رفض أن يوافق الخليفة العباسي المأمون على قول المعتزلة أن (القرآن مخلوق)، وقد سُجن 28 شهرًا قبل أن يُطلق سراحه.

تتلمذ على يد سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، ويحيى القطان، والقاضي أبو يوسف، والشافعي وغيرهم، وكان من أشهر تلاميذه : البخاري ومسلم، وغيرهم، كما أن له مؤلفات لا تقدر بثمن منها :

  • كتاب المسند.
  • كتاب الأشربة.
  • كتاب الزهد.
  • كتاب فضائل الصحابة.
  • كتاب المسائل.
  • كتاب الصلاة.
  • كتاب الناسخ والمنسوخ.
  • كتاب السنن في الفقه.

يتكلم عنه أبو داود قائلًا : (كانت مجالس أحمد مجالس آخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، وما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قَطُّ)، وقال عنه الشافعي رحمه الله : (خرجت من بغداد فما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم منه).

قضى الإمام أحمد بن حنبل نحبه في بغداد عن عمر 77 سنة في 241هـ، 855 م، يقول بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل فيمن حضر، قال : (فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحُزِر من حضرها من الرجال فكانوا ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألفًا).

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي!!